dimanche 7 juin 2009

سلبيات و إيجابيات الجامعة الإفتراضية

برز خلال هذه السنوات الأخيرة نمط جديد للتعليم يسمى بالتعليم عن بعد عن طريق الإنترنت. هذا النمط ما فتئ يستقطب اهتمام أعداد كبيرة من المتعلمين ومؤسسات التكوين ويحتل مواقع متزايدة الأهمية في المنظومات التعليمية للعديد من الدول.
يعتمد هذا النمط على التعليم والتعلم بطريقة لا حضورية أو افتراضية ويستعمل أساسا أدوات تكنولوجيّة حديثة كالحواسيب والبرمجيات الإعلاميّة والملتيميديا وشبكات الاتصال.
إن التعليم عن طريق الانترنت يمثل أحدث شكل من أشكال التعليم عن بعد إذ كان هذا الأخير في بادئ الأمر يعتمد على المراسلة عن طريق البريد و كانت الدروس ترسل مطبوعة على الورق قبل أن تتطور في وقت لاحق و تستعمل الاسطوانات اللينة ثم الليزرية. و التطور الحاصل الآن هو نتاج عاملين رئيسين أولهما التقدم الرقمي الذي أتاح خاصة إمكانية دمج محتويات متنوعة كالنص و الصوت و الصورة و الفيديو و التي كانت في السابق تتطلب وسائط وحوامل مختلفة و هذا العامل هو ما يسمى بالملتيميديا. أما العامل الثاني فهو التطور الكبير الذي حصل في عالم الاتصال و الشبكات وخاصة شبكة الإنترنت و ما أفرزته من خدمات اتصال سريعة و تقديم حيني للمعلومات ومن أهم هذه الخدمات نذكر الواب و ما يقدمه من مواقع تكاد لا تحصى تقدم معطيات متعلقة بشتى المواضيع و المجالات.
مزايا التعليم عن بعد عن طريق الانترنت
لهذا النمط العديد من المزايا والتأثيرات على المستوى الصناعي والاقتصادي والاجتماعي سواء بالنسبة إلى الأفراد أو المؤسّسات أو المجموعة الوطنيّة ككل.
فبالنسبة إلى الأفراد فإن التعليم عن بعد عن طريق الإنترنت يمكن من:
- تجاوز عائق المسافة إذ يستطيع كل فرد أن يدرس من موقعه
- تجاوز عائق الزمن لأن كل فرد يستطيع أن يدرس في الوقت الذي يريده
- سهولة الاتصال بالأساتذة و الزملاء و المكتبات
- توفير فرصة حقيقيّة للتكوين المستمر والتعلّم مدى الحياة لشريحة هامة من الأفراد الممارسين لنشاط مهني. و هذا جانب هام جدا لخريجي مؤسسات التعليم و التدريب المهني و التقني نظرا لحاجتهم لمواكبة التطورات التقنية و التكنولوجية المستمرة أو للاستجابة إلى متطلبات تغيير المهنة.
- القضاء على عملية التعليم التلقيني الذي يعتمد على التلقين ويكون فيه المتعلم مجرد متلقي سلبي للمعلومات لكي يعطي المتعلم دورا أساسيا في عملية تعلمه الذاتي لأنه بفضل الدروس التفاعلية و الأسلوب التجاوبي بصبح هو المسؤول عن البحث و الوصول إلى المعلومة و القيام بتمارين التقييم الذاتي ليقيم مدى استيعابه للدرس.
أما بالنسبة إلى المؤسّسات التعليمية فإن هذا النمط من التعلم يمكن من:
- تحسين جودة المحتويات والمضامين البيداغوجيّة وذلك باستعمال تقنيات الملتيميديا والتكنولوجيا الرقميّة و التغلب على عدد كبير من سلبيات و مشاكل التعليم الحضوري كمشكلة تضخم المادة التعليمية و قصور طرق التعليم التقليدية كالمطبوعات.
- الرفع من طاقة الاستيعاب لان التعليم الافتراضي ليس بحاجة كبيرة إلى بناءات و مدارج و أقسام
- استقطاب متكونين من كل الجهات واستعمال أفضل وأنجع للكفاءات البشرية المتخصصة
- الضغط على تكاليف تشييد المؤسسات والبناءات المخصصة للتعليم والتكوين
- الضغط على مصاريف الورشات و المختبرات التي كما ذكرنا سابقا عادة ما تكون مكلفة خاصة بالنسبة لمؤسسات التعليم و التدريب المهني و التقني حيث تعوض المخابر الافتراضية المخابر الحقيقية و تستعمل المقررات المصاغة بتقنيات الملتيميديا للتعليم بطريقة المحاكاة (Simulation) و التي بالإمكان أن تحتوي على مقاطع فيديو لعرض التجارب و المعدات الصناعية و التقنية الحقيقية.
- خلق فرص شراكة وتحالف مع مؤسسات تكوينية في بلدان أخرى
أما بالنسبة إلى المجموعة الوطنية فإن استعمال هذه التقنيات الجديدة للتعليم يمكن من:
- تحديث المنظومة الوطنية للتكوين وتحسين مرد وديتها و استجابتها للحاجيات الحقيقية لسوق الشغل، حيث يتسنى للمؤسسة التربوية أن تحدد مناهج التدريس و التدريب التي سيعتمدها كل المدرسين حسب أهدافها الإستراتيجية و طبيعة المادة التكوينية (9). و ان كان هذا الجانب قد يقع إهماله في التعليم التقليدي فانه ممكن في التعليم عن بعد نظرا لأن عملية الدروس تحتاج إلى متابعة و تنسيق و مراقبة و العناية بكل النواحي قبل نشر الدروس عبر الانترنت. وفي هذا الإطار فان التعليم التقني و المهني يعتمد عادة على منهجية الكفايات (Approach by competencies)التي تهدف أساسا تزويد المتدرب بكفاءات و مهارات تقنية ذات معايير صناعية حتى تضمن للمتخرج قدرا من الجاهزية للاندماج المباشر في سوق الشغل بينما قد يستعمل التعليم الأكاديمي مناهج مختلفة مثل منهجية الأهداف (Approach by objectives).
- خلق فرص لتثمين الذكاء والكفاءات والقدرات الوطنية
- تنمية الاتجاهات الايجابية لدى تلاميذ التعليم المهني و التقني و تغيير النظرة الدونية السائدة في بعض المجتمعات العربية حول هذا التعليم و تحسين الإقبال عليه.
- خلق مواطن شغل لهذا الغرض مع إمكانية تصدير المعارف والخبرات لبلدان أخرى.
سلبيات الجامعات الافتراضية
ولكن على الرغم من كل ماتقدمه الجامعات الافتراضية من خدمات لنشر التعليم الجامعى بين فئات أكبر وأوسع من تلك التى تستوعبها الجامعات التقليدية بحكم حدود المكان المتاح لها فإن الجامعات والتعليم الافتراضى على العموم يعانيان من بعض السلبيات التى يجب أن تؤخذ فى الاعتبار حتى يمكن تطوير رسالته بما يتفق مع أوضاع المستقبل، خاصة أن هذا التعليم سوف يواصل انتشاره فى المستقبل كما تشير إلى ذلك كل التوقعات. وربما كان أهم مايؤخذ على التعليم الافتراضى - بالرغم من المفارقة التى سبقت الإشارة إليها من وجود هذا التعليم على أرض الواقع - هو عزلة الدارسين عن المؤسسة الافتراضية، التى ينتسبون إليها وعدم خوضهم تجربة الحياة الجامعية الحقيقية بكل ماتزخر به من أحداث ونشاط ومعارك فكرية وتحركات متعارضة وصراعات وتنظيمات اجتماعية وثقافية وسياسية, مما يعنى فقدانهم حياة كاملة لايوجد لها نظير خارج أسوار الجامعة التقليدية، وذلك بالرغم من كل ماتحققه فى أداء رسالتها من نجاح وأداء هذه الرسالة على نطاق أوسع، وربما أعمق وبأساليب أكثر كفاءة وجدوى من الجامعات التقليدية . ومن الخطأ الاعتقاد بأن قيام الجامعات الافتراضية يعنى انقطاع الصلة تماماً مع الجامعات التقليدية. فقد أشرنا إلى وجود تنسيق كامل بين بعض الجامعات من الفئتين، كما أن هناك اتجاها فى بعض أوساط التعليم الجامعى المتوارث إلى اقتباس بعض أساليب الجامعات الافتراضية فى نشر المعرفة، وتقديم تخصصات جديدة تتلاءم مع متطلبات العصر واحتياجات المستقبل . وهذا معناه أن التعليم الافتراضى لايحتل مكانة ثانوية فى سلم التعليم الجامعى، كما أنه ليس نشاطاً هامشياً، وإن كانت نظمه لاتزال فى حاجة للمراجعة، من أجل الارتفاع بالمستوى على الأقل فى بعض التخصصات العلمية، التى تحتاج إلى معامل ومختبرات وأجهزة لاتتوافر للكثير من تلك الجامعات ربما باستثناء تلك التى تدخل فى نظام الشراكة والتنسيق مع جامعات أو معاهد ومؤسسات أكاديمية تقليدية.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire